الرئيسية المباريات الترتيب الأخبار
كأس العرب
أخبارالدوري الاسباني

ألونسو يضع ريال مدريد على حافة الغرق

دخل ريال مدريد حالة من الشك في ظل تذبذب نتائجه محليا، حيث فقد الصدارة في الدوري الإسباني لصالح برشلونة بسبب سلسلة من التعثرات في الأسابيع الأخيرة. منذ بداية نوفمبر، لم يذق الفريق الملكي طعم الانتصار في الليغا على مدار أربع جولات متتالية، مكتفيا بالتعادل ثلاث مرات والخسارة مرة واحدة.

ويترقب الميرنجي مواجهة مرتقبة أمام مانشستر سيتي في سانتياجو برنابيو، ضمن الجولة السادسة من دوري أبطال أوروبا. وترد تقارير عن احتمال إقالة المدرب تشابي ألونسو في حال الخسارة أمام السيتي، وهي خسارة قد تمهد الطريق أمام التغيير في الجهاز الفني.

مصادر اعلامية أشارت إلى بعض الأخطاء التي ارتكبها ألونسو وآخرون وأدت إلى دخول ريال مدريد نفقًا مظلمًا.

الانصياع التام

جرت العادة أن ريال مدريد يخضع لسيطرة الرئيس فلورنتينو بيريز على النادي بشكل كامل، خاصة على مدربي الفريق الأول، بفرض تعليمات وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. وقليل أن ينجو مدرب من هذه السيطرة المطلقة، وأقرب مثال هو الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المعروف بقدرته على التوافق الكامل مع إدارات الأندية التي عمل بها.

وفي بعض المواسم دخل الريال فترات لم يبرم فيها صفقات في حاجة ماسة إليها، دون أن يعبر أنشيلوتي عن شكواه علنًا بسبب توافقه مع بيريز وانصياعه للخطوط الإدارية.

وفي الموسم الماضي، تعاقد ريال مدريد مع المهاجم كيليان مبابي، الذي كان يُعتقد أنه سيُستخدم على الأطراف، لكن تم تحويليه إلى رأس حربة تحت قيادة أنشيلوتي. ورغم فوز مبابي بالحذاء الذهبي كهداف لأوروبا، ظهر في أغلب المباريات أن الفريق بحاجة إلى مهاجم صندوق حقيقي، مثل خوسيلو الذي لعب دورًا رئيسيًا في تتويج الفريق بثنائية الليغا ودوري الأبطال في 2024.

ومع قدوم ألونسو الصيف الماضي، ترددت أنظار بعض الجماهير بأن يوضع مبابي في مركزه الطبيعي، سواء كجناح أيسر بجانب فينيسيوس جونيور أو كجناح أيمن مع المنتخب الفرنسي، خاصة أن المهاجم الفرنسي شهد لعب هذا المركز مع فرنسا. إلا أن المدرب بدا أنه انصاع لتعليمات بيريز ورغبته في تحويل مبابي إلى المهاجم الأول للنادي.

البداية في أمريكا

البداية في أمريكا

انطلاقة ألونسو مع ريال مدريد كانت في الأراضي الأمريكية، حيث أقيمت كأس العالم للأندية، والتي ودعها الفريق بخسارة مدوية (0-4) أمام باريس سان جيرمان في الدور نصف النهائي. وسبق تلك المباراة مواجهات ظهر فيها الريال بمستوى جيد في غياب مبابي المصاب، خاصة مع الاعتماد على الإسباني الشاب جونزالو جارسيا في عمق الهجوم.

وفاجأ جارسيا الجميع بقدرته على قيادة الريال للمربع الذهبي، بفضل أهدافه الأربعة التي توجته هدافا للمونديال. لكن بمجرد استعادة مبابي عافيته، قرر ألونسو إشراكه لأول مرة كأساسي أمام سان جيرمان، لتبدأ مرحلة العبث والفوضى الممتدة حتى الآن.

القصة بدأت بإعادة مبابي للعب كرأس حربة، مع تحويل مهاجم الصندوق جونزالو جارسيا إلى جناح أيمن، رغم عدم امتلاكه خصائص هذا المركز، فقط لكي يلعب الفرنسي مهاجما كما يريد بيريز.

ودفع الريال ثمنا غاليا بسقوطه بهزيمة مدوية على يد الفريق الفرنسي، قبل أن يتذوق مرارة الهزائم في أغلب المباريات الكبرى مع بداية الموسم الحالي، مثلما حدث في الديربي أمام أتلتيكو مدريد بالخسارة (2-5)، فضلا عن السقوط أمام ليفربول المترنح (0-1).

مفترق طرق

في ظل يقين أغلب جمهور الريال بأن توظيف مبابي في مركز رأس الحربة نابع من بيريز نفسه، فإن ألونسو قرر التماشي مع نهج الإدارة، راضخا للسياسة المعتمدة رغم الكم الكبير من الكوارث الفنية والخططية التي ينجم عنها هذا التوظيف الخاطئ. ظهرت في أغلب المباريات تحركات مبابي في أماكن غير معتادة لمهاجم الصندوق، مما أحدث تشويشا واضحا في أدوار فينيسيوس وتراجع الفاعلية في العمق الهجومي.

فقدان العمق وتداخل الأدوار أدى إلى اضطراب في أداء بقية اللاعبين، خاصة أن سياسة تبديل المراكز لا تشكل إلا ركيزة مناسبة لجوكر مثل فالفيردي، بينما لم يُثبت أن بقية اللاعبين ينطبق عليهم هذا الوصف. نتيجة ذلك، بقيت المهمات الهجومية بلا عمق كافٍ، ما انعكس سلباً على النتائج.

اليوم سيكون ألونسو ورجاله أمام مفترق طرق: أما النجاة بتجاوز مان سيتي وفتح صفحة جديدة، أو السقوط في مدريد واقتراب الإقالة. وفي حين أن سيطرة جوارديولا على البريمييرليغ بدأت تستعيد توازنها، سيكون التحدي كبيراً أمام ريال مدريد في البرنابيو مع مطالبة جماهيره بتحسن فوري في الأداء قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى