الرئيسية المباريات الترتيب الأخبار
كأس العرب
أخبارالدوري الاسباني

برشلونة منضبط والريال في أزمة قيادة

قيادة برشلونة: الانضباط كقاعدة وأولوية

يظهر برشلونة تحت قيادة هانز فليك كنموذج يضع القرار الفني في مقدمة الأولويات، حيث يُملي المدرب خياراته وتُحترم مكانة اللاعب كجزء من منظومة الانضباط التي تحكم الغرفة الفنية. في مؤتمر صحفي عقب مواجهة آينتراخت فرانكفورت، قال فليك بجملة مختصرة وبابتسامة ساخرة: سيتواجد اللاعب على مقعد البدلاء في المباراة القادمة، معبّراً عن فلسفته بأن المدرب هو صاحب القرار الأعلى. ورغم تفسيره بأن البطاقة الملونة هي السبب الحقيقي، إلا أن النبرة تشير إلى رسالة أعمق: لا مكان للمناورة خارج إطار الجهاز الفني.

هذا المشهد يعيد إلى الأذهـار واقعة أخرى من معسكر ريال مدريد عندما قرر تشابي ألونسو استبدال فينيسيوس جونيور في الكلاسيكو. إجراءٌ غاية في البساطة، لكنه تحول إلى أزمةٍ في غرفة الملابس وصداعٍ مستمر يظل يؤثر على النادي والمدرب حتى الآن.

ريال مدريد: صراع السلطة بين المدرب والنجوم

حتى بعد اعتذار فينيسيوس ورواية النادي بأن الأمور انتهت، يتضح أن ألونسو أصبح أكثر حذرًا في إدارة دقائق البرازيلي، ويتجنب تكرار الاستبدال إلا في ظروف محسوبة. كما أن مبابي يحظى بحصانة كبيرة داخل النادي، وهو ما يبدو مبررًا بسبب تألقه وتصدره قائمة الهدافين. بجانب ذلك، يحظى جود بيلينجهام بحماية غير مبررة منذ عودته من الإصابة، رغم أن أدائه لا يبرر منح 90 دقيقة كاملة في كل مباراة، خاصةً على حساب أردا جولر. أما فالفيردي، فتصريحه بعدم الرغبة في مركز الظهير الأيمن يشير إلى أن سلطة اللاعبين أصبحت أقوى من سلطة المدرب في غرف الملابس.

تتداخل الخيوط الاقتصادية والتجارية في واقع ريال مدريد، فالتقارير من مصادر مثل ذا أتلتيك وآس ترسم صورةٍ لطبقة فنية-اقتصادية محمية، ذات نفوذ يجعل النادي مرتبطاً بمصالح اللاعبين وشركاتهم ورعاتهم وعلاماتهم التجارية، مما يصعّب المساس بالأفراد مهما كان تأثيرهم على الأرض.

واقع معقّد: الاقتصاد والهوية في مواجهة النتائج الفنية

يحسم الواقع بأن الأمور داخل ريال مدريد لم تعد محض كرة قدم، إذ تتشابك معها قضايا اقتصادية وتجارية تُنعطف نحو مصالح مجموعة من اللاعبين. وفي برشلونة، يبدو المشهد مختلفاً: فليك يظل صاحب القرار الأول والأخير، وليفاندوفسكي وروبرت يشاركان في إدارة الوضع دون ضجيج، بينما يحافظ فينيسيوس ومبابي على مكانتهم كقوة مؤثرة داخل النادي. هذه الصورة تطرح سؤالاً جوهريًا: هل يستطيع ريال مدريد استعادة الهوية الفنية بعيدًا عن سلطان اللاعبين، أم ستظل الشعارات والمسوقيات هي المحدد؟

الحل يتطلب ثورة إدارية بوجود مدير رياضي ذو مشروع متكامل ومدرب يستطيع فرض الهوية القوية، وإلا فإن العودة إلى القمة ستظل حلماً بعيد المنال. الانضباط والتوازن في برشلونة يبرز كمرجع، بينما تبقى ريال مدريد في حاجة إلى إعادة هيكلة جذرية لاستعادة مكانته كالنادي الأكثر تتويجاً في أوروبا.

تاغات: برشلونة، ريال مدريد، الانضباط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى