بيريز يعلن القطيعة مع برشلونة

أعلن فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، دخول علاقة النادي مع جاره التقليدي برشلونة في مرحلة جديدة من التباعد، مع انتهاء أجواء التعاون التي طبعت العلاقة في السنوات الأخيرة. تفجير ملفات السوبرليج وكشف دفعات نيجريرا كشفت تبايناً واضحاً في المصالح بين الناديين ودفع كل طرف إلى التحرك لخدمة أجندته الخاصة.

من الشراكة إلى التباعد

وفقاً لتقارير صحفية، استطاع بيريز وخوان لابورتا المحافظة على توازن هش خلال السنوات الماضية، لكن الأحداث الأخيرة أعادت كل طرف إلى مساره المستقل. تقارب لابورتا مع خافيير تيباس وألكسندر تشيفرين اعتُبر مؤشرًا على تغيير المواقف، فيما أكد بيريز في اجتماع الجمعية العمومية أن ريال مدريد سيواصل التحقيق لكشف تفاصيل المدفوعات التي قُدِّمت لنيجريرا نائب رئيس لجنة الحكام على مدار 17 عاماً.

قضية نيجريرا وتصعيد ريال مدريد

حركة ريال مدريد في ملف نيجريرا تمثّل أبرز دليل على اتساع الهوة بين الناديين؛ فقد رفع النادي دعاوى أمام المحاكم وتقدم بشكاوى لدى الفيفا مستنداً إلى تقارير اعتبرت أن إدارة التحكيم الإسباني تأثرت على مدى عقود لصالح بعض الأطراف. نتائج القضاء ستكون الحاسمة في تحديد العقوبات المحتملة، لكن رسائل داخل ريال مدريد تشير إلى عزيمة للاستمرار حتى النهاية، مع تأكيد أن “المعركة لم تبدأ بعد”.

السوبرليج والدوافع الانتخابية

على صعيد السوبرليج، لم ينفك الخلاف بعد التسريبات التي كشفت عن اجتماعات بين منظمي المشروع ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ما شكل ضربة موجعة للعلاقات. ظهور لابورتا إلى جانب تشيفرين في لقاءات رسمية عزّز الشعور بأن الخلاف لم يعد شخصياً بين الإدارتين فحسب، بل أصبح أداة سياسية تستخدمها أقطاب الأندية في معارك داخلية وانتخابية، حيث يحاول كل طرف استثمار الموقف لصالح صورته العامة.

مصادر من داخل الأندية أكدت أن شكاوى ريال مدريد قد تتجاوز ملف نيجريرا في المستقبل القريب، ما يعني إمكانية تصاعد النزاع بين الطرفين إلى ساحات قانونية وإعلامية متعددة. في المقابل، يسعى برشلونة للاستفادة من التوازنات الإقليمية والدولية في معركته، بينما يظل الاحترام الرسمي قائماً لكن بعلاقة متحفظة وباردة بين الطرفين.

في المجمل، تبدو العلاقة بين ريال مدريد وبرشلونة في منعطف حاد قد يشهد مزيداً من التصعيد القانوني والسياسي، ما يضع مستقبل التعاون بين أكبر ناديين إسبانيين في مهب التساؤلات حتى تتكشف نتائج القضايا المفتوحة.