عاد بيب غوارديولا إلى مانشستر بعد خسارة مدوية تلقاها فريقه مانشستر سيتي على يد ريال مدريد في ملعب “سانتياغو برنابيو”، حاملاً في ذهنه أسئلة المستقبل بجانب هموم الحاضر. تلك الهزيمة التي انتهت بنتيجة 3-1، والتي شهدت تألق كيليان مبابي بتسجيله ثلاثية، كشفت عن هشاشة فريق كان يوماً ما يُعدّ من أقوى الفرق في أوروبا، ليصبح اليوم ظلاً باهتاً لما كان عليه.
سقوط مدوٍّ لفريق الأبطال
لطالما كان مانشستر سيتي استثناءً في عالم كرة القدم، فهو الفريق الذي حصد لقب دوري أبطال أوروبا ضمن ثلاثية تاريخية في 2023، وأحكم قبضته على الدوري الإنجليزي الممتاز بفوزه باللقب أربع مرات متتالية. لكن المواجهة أمام ريال مدريد أظهرت بوضوح أن الفريق الذي قاده غوارديولا لتحقيق هذه الإنجازات بات يضم أبطالاً ينتمون للماضي، وليسوا على مستوى التحديات الحالية.
لم تكن الهزيمة مجرد خسارة نقاط، بل كانت دليلاً قاطعاً على أن الفريق يحتاج إلى تغيير جذري. فقد أظهر ريال مدريد تفوقاً ساحقاً، مستغلاً كل ثغرة في صفوف السيتي، ليُبرز الحاجة الملحة لتجديد شباب الفريق وإعادة هيكلته.
نهاية حقبة ذهبية
تحول مانشستر سيتي، في ليلة واحدة، من فريق يُحسب له ألف حساب إلى مادة للسخرية في الأوساط الكروية. الاحتفال الساخر من مبابي بعد ثلاثيته، ورد فعل ريال مدريد على سخرية السيتي من فوز رودري بجائزة “الكرة الذهبية” على حساب فينيسيوس جونيور، كلها لحظات أكدت أن هذا الفريق فقد هيبته التي اكتسبها خلال سنوات صعوده.
ذكرت صحيفة “ديلي ستار” أن مانشستر سيتي سيواجه تحديًا كبيرًا في صيف 2025، حيث سيكون لديه 10 لاعبين تجاوزوا سن الثلاثين، من بينهم نجوم بارزون مثل كيفن دي بروين، برناردو سيلفا، جون ستونز، ماتيو كوفاتشيتش، إلكاي غوندوغان، و إيدرسون. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء اللاعبين، رغم تألقهم السابق، لم يعودوا قادرين على تقديم الأداء المطلوب في ظل المنافسة الشديدة في كرة القدم الحديثة.
وأضافت الصحيفة أن النادي يتجه للاستغناء عن معظمهم، إلى جانب جاك غريليش، الذي لم يرتقِ لمستوى التوقعات بعد انتقاله القياسي بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى رحيل كايل ووكر إلى ميلان على سبيل الإعارة دون نية للعودة.
خطة إعادة البناء تبدأ الآن
بدأ غوارديولا بالفعل في وضع أسس فريق جديد، حيث منح فرصاً أكبر للمواهب التي انضمت في يناير مثل نيكو غونزاليس، عبدوكودير خسانوف، عمر مرموش، وفيتور ريس، والذين شارك ثلاثة منهم أساسيين في مباراة مدريد. كما أبرم النادي صفقة بقيمة 12 مليون جنيه إسترليني مع لانس لضم المدافع جوما باه، وسينضم لاعب خط الوسط المهاجم كلاوديو إيتشيفيري من ريفر بليت إلى مانشستر هذا الأسبوع. ويضع غوارديولا عينه أيضاً على فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن وأندريا كامبياسو من يوفنتوس.
تحديات المستقبل القريب
بين الآن ونهاية الموسم، يواجه غوارديولا معضلة مزدوجة: إدخال عناصر جديدة للفريق مع ضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا مجدداً. المركز الخامس قد يكون كافياً لتحقيق ذلك، لكن هذا الهدف ليس مضموناً، خاصة مع شبح خصم النقاط الذي يلوح في الأفق حال إدانة السيتي بانتهاك قواعد الإنفاق في الدوري الإنجليزي، وهو حكم متوقع قبل نهاية مارس.
ختاماً: بداية جديدة بتمويل أبوظبي
بمساندة ثروة الشيخ منصور، يبدو أن مانشستر سيتي على أعتاب مرحلة جديدة. الهزيمة أمام ريال مدريد لم تكن مجرد خسارة مباراة، بل إشارة واضحة إلى ضرورة التغيير. وعلى غوارديولا، العقل المدبر وراء نجاحات السيتي السابقة، أن يثبت مرة أخرى قدرته على بناء فريق يعيد الفريق إلى القمة، ليس فقط في إنجلترا، بل في أوروبا بأكملها.
التعليقات 0