هل تعيش الكرة الإنجليزية فراغا بعد اعتزال هاري كين؟
يرى المهاجم الإنجليزي السابق إيميل هيسكي أن مهمة تحديد المهاجم الصريح التالي لـمنتخب إنجلترا أصبحت أكثر صعوبة في ظل تغيّر دور «رقم 9» في كرة القدم الحديثة. في القائمة المكوّنة من 25 لاعباً للمواجهتين المقبلتين في تصفيات كأس العالم أمام صربيا وألبانيا، يظهر هاري كين وحده كمهاجم صريح، ما يعكس اعتماد المنتخب على قائد الأسود الثلاثة البالغ من العمر 32 عاماً.
رغم غياب بعض الخيارات بسبب الإصابات أو لراحة البدنية، تكشف المعطيات عن عمق المشكلة في مركز رأس الحربة. هيسكي، الذي خاض 62 مباراة دولية ودرّب في الفئات السنية، أشار إلى أن القادم ليس لديه خط هجوم مستمر كما في السابق.
المشهد الحالي للمهاجمين في إنجلترا
تشير الإحصاءات إلى أن ثمانية مهاجمين فقط شاركوا في البريميرليج هذا الموسم من بين لاعبين إنجليز، ومن بينهم ليام ديلاب (22 عاماً) من تشيلسي، وهو الوحيد تحت 26 عاماً. بقية المهاجمين يتجاوزون هذه الفئة العمرية، ما يبرز وجود فجوة حقيقية في إنتاج الموهوبين القادرين على حمل الراية مستقبلاً.
وفي يورو 2024، كان أولي واتكينز قائداً من الاحتياطي لـكين، وسجل هدفاً حاسماً في نصف النهائي قبل أن يُمنح راحة في المعسكر الحالي بسبب إصابة.
تصريحات روني وهيسكي وتداعياتها للمستقبل
يرى واين روني أنه حان الوقت لإراحة كين من المشاركات الدولية، مع دعوة لاستغلال الفرصة لإعداد البدلاء. بحسب روني، ليست المسألة مجرد تقليد لصلاح أو ميسي، بل إيجاد مهاجمين قادرين على إنهاء الفرص بفعالية مثل هالاند ومبابي.
من جانبه، شدّد هيسكي على ضرورة إعادة التفكير في تطوير المهاجمين التقليديين في أكاديميات إنجلترا، حيث تتجه الكرة الحديثة لتوظيف لاعبين في مراكز الوسط والهجوم من أجل بناء اللعب وتوسيع الأطراف. كما يلاحظ أن أبناءه ريجان وجايدن يخرجان للمشاركة الهجومية في مانشستر سيتي خلال كأس الرابطة، مما يعكس التحول في متطلبات المنظومة التدريبية.
ختاماً، يبدو أن الكرة الإنجليزية بحاجة إلى إعادة تنظيم منهجي في مسألة تخريج المهاجمين الصريحين، لضمان وجود بدائل جاهزة عند الحاجة والحفاظ على هوية الفريق أمام البطولات الكبرى المقبلة.




