نوريس: من فقدان الثقة إلى تتويج عالمي

اعترف السائق البريطاني لاندو نوريس بأن السعي نحو أول لقب عالمي في مسيرته كان مليئًا بالتحديات، مشيرًا إلى أنه مرّ بفترات فقد فيها جزءًا من ثقته، لا سيما في النصف الأول من الموسم المؤلف من 24 سباقًا.

وفي ختام الموسم بجائزة أبوظبي الكبرى، أنهى نوريس السباق في المركز الثالث، وكانت تلك النتيجة كافية لحسم بطولة العالم لصالحه بفارق نقطتين فقط عن الهولندي ماكس فيرستابن.

طريق شاق نحو اللقب

شهد الموسم تنافسًا ثلاثيًا مثيرًا بعد تدخل زميله أوسكار بياستري إلى خط المنافسة، وتوغّل فيرستابن بقوة في النصف الثاني من الموسم بعد بداية مبكرة متميزة لمكلارين. تقاسم السائقون الانتصارات في الجولات الأولى، لكن سرعان ما بدا أن مكلارين يملك اليد العليا بفضل سلسلة نتائج قوية لبياستري ونزاعات تكتيكية متواصلة.

لم يسلم نوريس من اللحظات الصعبة؛ فقد تعرّض لحادث خلال التجارب التأهيلية في سباق السعودية ما أسفر عن خروج قيمي من السباق إلى المركز الرابع، كما شهد سباق كندا اصطدامًا مع زميله أدى إلى انسحابه وخسارة نقاط ثمينة في صراع اللقب.

إيقاع منتصف الموسم

أوضح نوريس أنه مع دخول منتصف الموسم بدأ يستعيد إيقاعه مع السيارة ويستعيد ثقته، مما منحه القدرة على القتال ليس فقط على الفوز بالسباقات بل بالمنافسة على اللقب أيضًا. أقرّ بأنه مرّ بلحظات من الحظ في بعض السباقات، لكنه اعتبر أن تجاوز الفترات الصعبة كان جزءًا من رحلته نحو التتويج.

أشار إلى أن التجارب التأهيلية في موناكو وبعض الأداءات اللاحقة كانت محطات مهمة أعادت له الثقة وأظهرت له قدراته الحقيقية، ما أهّله لتقديم أداء أقوى في النصف الثاني من الموسم.

موناكو نقطة التحول

شكلت جائزة موناكو نقطة تحوّل حاسمة لنوريس، بعدما خطف مركز الانطلاق الأول في اللحظات الأخيرة ثم انطلق بعدها لمسيرة مميزة اختتمها بتحقيق سبعة انطلاقات من المركز الأول وسبعة انتصارات، وجمع 423 نقطة، ليصبح أول سائق يتوّج مع مكلارين منذ لويس هاميلتون عام 2008.

لم يستطع نوريس التهاون حتى الجولات الأخيرة، خصوصًا بعد استعادة صدارة الترتيب بفارق ضئيل في سباق المكسيك، ودخل الجولات الختامية وهو يعلم أنه الطرف الذي يملك الكثير ليخسراه. في أبوظبي، تعامل مع الضغط بشكل احترافي وحصد الحد الأدنى من النتيجة المطلوبة لحسم اللقب.

وختم نوريس بالحديث عن منافسته مع ماكس فيرستابن وأوسكار بياستري، معتبراً أن مقارعتهما كانت شرفًا وأحد العوامل التي جعلت الموسم مميزًا رغم الصعوبات، واصفًا الاثنين بأنهما “سريعا بشكل مذهل” وجعلَا مسيرتهما مفعمة بالتحدي والمتعة على حدّ سواء.