اختبار صعب لإنجلترا بين كرواتيا وبنما وغانا
باتت إنجلترا على دراية بطبيعة مواجهاتها في الدور الأول لكأس العالم 2026، الذي عاد بصيغة موسعة تضم 48 منتخبًا. رغم أن أسماؤهم قد تبدو مقبولة على الورق، إلا أن القرعة تخفي تفاصيل فنية وتاريخية دفعت توماس توخيل لوصف المجموعة بأنها “صعبة”، مع إيمانه بأن التأهل إلى دور الـ32 ممكن.
كرواتيا.. عقدة المونديال
تُعد كرواتيا أكثر الخصوم إثارة للقلق لإنجلترا في المواجهات العالمية بعد إخراجها لإنجلترا من نصف نهائي مونديال 2018 بنتيجة 2-1. ورغم أن منتخب كرواتيا فقد بعضًا من زخم سنواته الذهبية، إلا أنه لا يزال فريقًا صعب المراس في البطولات الكبرى.
مرّ الفريق بتصفيات قوية حيث تصدّر مجموعته بفارق ست نقاط، محققًا 7 انتصارات وتعادلاً واحدًا، وسجل 26 هدفًا مقابل 4 أهداف دخلت مرماه، ما يعكس توازنًا دفاعيًا وهجوميًا ملفتًا. وعلى المستوى القيادي، يظل لوكا مودريتش القلب النابض للفريق رغم تقدمه في السن، بينما يمثل جوسكو جفارديول وماتيو كوفاشيتش دعائم مهمة في الدفاع والوسط.
التاريخ بين المنتخبين متقلب: فوز إنجليزي 1-0 في يورو 2020، و4-2 في 2004، مقابل الفوز الكرواتي المؤلم 2-1 في نصف نهائي 2018. ومع أن إنجلترا فازت مرتين فقط من آخر 9 مباريات مونديالية أمام منتخبات أوروبية، فإن هناك ثقة بإمكانية تجاوزه، خصوصًا مع تراجع بعض عناصر القوة لدى كرواتيا مقارنة بفترة 2018-2022.
بنما.. خصم لا يُستهان به
بنما قد تكون الأضعف خبرة بين خصوم إنجلترا في المجموعة، لكنها أظهرت روحًا قتالية واضحة في تصفيات الكونكاكاف، حيث تصدّرت المرحلة الثالثة دون هزيمة محافظًا على استمرارية جيدة (12 نقطة من 6 مباريات: 3 انتصارات و3 تعادلات).
ينتظم في صفوف بنما عناصر مؤثرة مثل القائد أنيبال جودوي (35 عامًا) صاحب الخبرة الكبيرة، والمدافع خوسيه كورودوبا لاعب نوريتش سيتي كأحد الوجوه الصاعدة. ولا يزال الفوز التاريخي لإنجلترا 6-1 على بنما في نيجني نوفغورود 2018 في الذاكرة، لكن الأرقام تحذّر من الاستهانة: الإنجليز خسروا مرة واحدة فقط أمام منتخبات الكونكاكاف في تاريخ المونديال (أمام الولايات المتحدة 1950)، وتعادلوا ثلاث مرات في آخر ست مواجهات مع فرق المنطقة، ما يبرز قدرة هذه المنتخبات على إحداث مفاجآت.
غانا.. سرعة ومهارة تهدِّد الدفاعات
تبدو غانا على الورق أقل قوة من كرواتيا، لكنها من أكثر المنتخبات القادرة على قلب التوقعات بفضل أسلوب لعب يعتمد على السرعة والقدرة البدنية والمهارات الفردية. تأهلت غانا بجدارة إلى مونديال 2026 بعد أن تصدّرت مجموعتها في التصفيات محققة 8 انتصارات وتعادلًا وهزيمة واحدة.
رغم خسارتين وديتين أمام اليابان وكوريا الجنوبية، يحتفظ منتخب النجوم السوداء بطموح قوي لتكرار إنجاز الوصول لربع نهائي 2010. يبرز في صفوفه جناح بورنموث أنتوان سيمينيو كمهاجم سريع ومخادع، إلى جانب محمد قدوس نجم توتنهام صاحب المهارات والتسديدات القوية. التقاء إنجلترا وغانا سابقًا انتهى بتعادل 1-1 عام 2011، كما أن إنجلترا لم تُهزم أمام فريق أفريقي في كأس العالم (5 انتصارات و3 تعادلات)، وهو سجل يمنح توخيل ثقة إضافية.
بين التفاؤل والحذر
تمنح هذه المجموعة إنجلترا فرصة واضحة للعبور لكنها لا تخلو من المخاطر، لأن الطريق في الأدوار الإقصائية قد يكون أصعب بكثير. في حالة تصدّر إنجلترا للمجموعة قد يواجهها سيناريو صعبًا مع مباراة محتملة ضد المكسيك في ملعب أزتيكا، أحد أكثر الملاعب تحديًا بسبب جماهيره وحضورها المؤثر.
كما يبقى احتمال مواجهة البرازيل بقيادة كارلو أنشيلوتي في ربع النهائي واحدًا من السيناريوهات التي تحمل قدرًا كبيرًا من التحدي والرهبة، لكنها تمثل أيضًا فرصة لصناعة لحظة تاريخية. كما أن ميزة توخيل في توقيت مباراة انطلاقة إنجلترا (17 يونيو) تمنحه مزيدًا من الوقت للتحضير البدني والفني للفريق.
الهدف النهائي واضح: الكأس. وتوخيل جاء بعقد لمدة 18 شهرًا من أجل هذا الهدف، فتظل مهمة إسدال الستار بكأس العالم هي الغاية التي تقود كل التحضيرات.




